لا يدرك كثيرون تأثير القهوة على الصحة العقلية وكذلك مدى تأثير القهوة على الجسم ككل، فرغم ما لها من فوائد كثيرة والتي يحتاج إليها الجسم أحيانًا، إلا أن الإسراف في تناولها قد يؤدي لكوارث جسيمة، لذلك من خلال مقالنا اليوم نتعرف على التأثير السلبي والإيجابي للقهوة والحد الطبيعي المسموح بتناوله منها حتى لا يتعرض الجسم لمخاطر نحن في غنى عنها.
تأثير القهوة على الصحة العقلية
رغم ما للقهوة من فوائد في تحسين وظائف المخ والوقاية من أمراض الزهايمر والحفاظ على الصحة العقلية بوجه عام، إلا أن الدراسات الأخيرة أثبتت أن تأثير القهوة على الصحة العقلية قد يكون سلبيًا في حالة الإفراط في تناولها، حيث أثبتت أن تناول أكثر من 400 مليجرام منها يوميًا يزيد من معدلات الإصابة بمرض الخرف بنسبة 53%، بالإضافة إلى حدوث خلل في الوظائف الدماغية.
كما أوصت الدراسات بعدم شرب القهوة في ساعات متأخرة من اليوم، وذلك لأنها تؤثر على فعالية النوم بسبب احتوائها على نسبة عالية من الكافيين، وبالتالي تعطيل إفراز هرمون الميلاتونين المسئول عن جودة النوم وقيام الجسم بكثير من الوظائف الحيوية خلاله، لذلك من الأفضل تجنب الإفراط في شربها لتجنب تأثير القهوة على الجسم بشكل كبير.
ما هي القهوة
القهوة هي نتاج عملية التحميص التي تتم لحبوب نبات البن –التي تصنف ضمن الفواكهة بالمناسبة-، وهي من أكثر السلع انتشارًا في العالم فهي تحتل المرتبة الثانية بعد النفط في الإقبال والإنتشار، وهناك أكثر من 70 دولة تقوم بزراعة محصول البن واستخدامه في التجارة.
ما هي مكونات القهوة
قد يدهشك أن هذه الحبة الصغيرة لها تركيب كيميائي معقد للغاية، لذلك لا تتعجب حين نتحدث عن تأثير القهوة على الجسم وذلك لأنها –كيميائيًا- تتكون من الآتي:
- 4% من تركيب الحبة عبارة عن مجموعة مختلفة من المعادن.
- حوالي 40% من تركيب حبة القهوة عبارة عن كربوهيدرات.
- تحتوي حبة القهوة على نسبة متساوية من الدهون والماء، حيث يشكل كل منهما بشكل منفصل ما يساوي 13% من تركيب الحبة.
- ما يعادل 5% من تركيب حبة القهوة عبارة عن أحماض مختلفة لها تأثير قوي على مفعولها.
- نسبة البروتين في حبة القهوة تبلغ 11% من تركيبها.
- النسبة المتبقية تتألف من مجموعة مختلفة من المركبات الكيميائية، ما بين السكريات والقلويدات –الكافيين والترايجونالين- والأحماض العضوية وبعض المركبات العضوية الأخرى.
انواع القهوة
بالحديث عن تأثير القهوة على الجسم، يمكننا القول أن هناك أنواع مختلفة من طرق عمل القهوة، مثل القهوة التركية والقهوة العربية، واللاتيه والكورتادرو، والماكياتو والإسبريسو والذي يصل عددهم لأكثر من 90 طريقة مختلفة.
أما فيما يخص نوع حبوب القهوة نفسها، فهي أقل عددًا ولكنها تختلف كثيرًا في المذاق والتركيب، ومن أشهر أنواع حبوب القهوة المعروفة:
- حبوب الروبستا: تتميز حبوب الروبوستا بطعمها المر، ونسبة الكافيين المرتفعة، وتعتبر هي ثاني أشهر نوع بن في العالم، وتستخدم في عدة طرق لصناعة القهوة من ضمنها الإسبريسو.
- حبوب الأربيكا: هي الأشهر على الإطلاق، وغالبًا ما تنمو في قارة أفريقيا، وتمثل أكثر من نصف الإنتاج العالمي للبن، تتميز بطعمها المتزن ونسبة الكافيين المعتدلة، وتستخدم في عمل القهوة التركية والقهوة العربية وبعض الأنواع الأخرى.
- حبوب إكسيلسا: هذا النوع من الحبوب يكون مطعمًا ببعض نكهات الفواكهة المختلفة بجانب كمية الكافيين العالية، لذلك فهي أغلى في السعر وأقل إنتشارًا.
- حبوب ليبيريكا: لا يعرفها الكثيرون، وهي أقل الأنواع انتشارًا، وغالبًا ما يتم تخميرها وتدخينها للحصول على نكهة مميزة، كما أن نسبة الكافيين بها متوسطة وغير مرتفعة.
الكافيين في القهوة
إذا كنت تتسأل عن تأثير القهوة على الصحة العقلية فيكفي أن تعرف أن 100 جرام فقط من القهوة تحتوي على ما يعادل 40 مليجرام من الكافيين، ورغم أنها تبدو نسبة بسيطة للبعض إلا أن لها تأثير كبير على الجسم والوظائف الحيوية له.
تأثير القهوة على الجسم يرجع بشكل أساسي لتأثير الكافيين، حيث يبدأ مفعوله بعد مرور 10 دقائق في الجسم، ويصل لأعلى معدلاته في الدم خلال 45 دقيقة، لذلك الإفراط منه يضع صحة الإنسان في خطر.
فوائد القهوة
تأثير القهوة على الجسم ليس ضارًا في حالات تناولها بنسب معتدلة دون إفراط، بل على العكس فإن القهوة تحمل العديد من الفوائد للإنسان، والتي من أهمها:
- الحفاظ على صحة القلب والأوعية وانتظام الدورة الدموية.
- زيادة النشاط والتركيز وتحفيز الجسم على إنتاج الطاقة.
- تحتوي على مضادات الأكسدة التي تعزز مناعة الجسم وتنشط الخلايا.
- ثبت علميًا تأثير القهوة على عملية الحرق، حيث تساهم بشكل كبير في التخلص من الدهون.
- وسيلة للوقاية من بعض الأمراض مثل مرض السكر من النوع الثاني وداء باركنسون والسرطانات.
اضرار القهوة
بعد أن تعرفنا على تأثير القهوة على الجسم في حالة الاعتدال، يجدر الإشارة إلى أن هناك كذلك تأثير القهوة على الصحة العقلية والجسم في حالة الإفراط في تناولها، والذي قد يتسبب في الآتي:
- القهوة تؤدي لزيادة وتسارع النبض وبالتالي الارتفاع الشديد في ضغط الدم.
- تثبيط عمل الهرمون المانع لإدرار البول، مما يعني زيادة الحاجة للتبول.
- فيما يخص تأثير القهوة على الصحة العقلية فإنها تؤدي إلى زيادة السيالات العصبية وبالتالي حدة المزاج والشعور بالتوتر وفي بعض الحالات قد تسبب رعشة بسيطة في الأطراف.
- بعض المشكلات في الجهاز الهضمي مثل الشعور بحرق في المعدة أو عسر الهضم.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض في القولون قد تسبب لهم الإسهال.
المعدّل الصحي لشرب القهوة
لتجنب تأثير القهوة على الجسم بشكل سيء يجب الالتزام بالجرعات الموصى بها عند تناول القهوة، والتي تم تقديرها بحوالي 4 فناجين صغيرة يوميًا، وذلك في حالة عدم وجود مصادر أخرى للكافيين في النظام الغذائي، مع مراعاة أن تكون النسبة أقل في حالة غير البالغين.
تأثير القهوة على النوم
من ضمن تأثير القهوة على الجسم الشعور باليقظة والنشاط، لذلك لا يستحب على الإطلاق تناولها قبل النوم مباشرة، وذلك لأنها تتسبب في الشعور بالأرق وعدم الحصول على القسط الكافي من النوم، وبالتالي لا يتم إفراز المواد الكيميائية اللازمة لحيوية الجسم، بالإضافة لزيادة الشعور بالصداع والتوتر وتشتت التركيز والانتباه، بالإضافة لمشاكل في الذاكرة والاحتفاظ بالمعلومات لعدم الحصول على الحد الكافي من النوم.
افضل وقت لشرب القهوة
بعد تناول وجبة الإفطار بوقت مناسب لضمان الحصول على أقصى استفادة من الغذاء. على عكس السائد، فإن الوقت المناسب لشرب القهوة ليس في الصباح الباكر بمجرد الاستيقاظ، لأن ذلك يتسبب في مشكلات كثيرة للجهاز الهضمي والمعدة، بجانب زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع الضغط، ولكن الوقت الأنسب لشرب القهوة هو
شرب القهوة كذلك لا يجب أن يكون في منتصف اليوم أو بعد الظهيرة حتى لا يستمر تأثيره لوقت النوم، ولكن ينبغي أن يكون في الصباح الباكر لتجنب أي تأثير سلبي على الإنسان.
بوجه عام، القهوة مشروب لذيذ وبه كثير من الفوائد، ولكن أي استهتار بتأثيره والإفراط في تناوله قد يؤدي لنتائج سلبية كثيرة الأفضل تجنبها.
Recent Comments